حزنيَ السعيد:
إنني مازلت أتذكر حتى الآن !
عبارة رددناها كأصدقاء وتحاورنا فيها كحبيبين واختلفنا على مضمونها كأي اثنين !
ربما تألمت ألسنتنا بحدة النقاش .. ولكننا اتفقنا بعد ذلك بالشعور !
اتفقنا بما أحسسناه وأيضا بما تذوقناه ،
قبل أن تصبح الأشياء ويصبح الطعم تقليدا !
ثم .. نبشنا صدورنا لنخبئه في عمقها ونرتاح !
كانت تلك العبارة تقول :
نحن في الزمن أرجوحة حيرى !!
سيدي الأغلى :
كنا في العمر – نركض خلف تأكيد الإحساس ..
بينما نحن نتفرج بعد العمر ، على العبث بالإحساس !
ولعلك – يا سيدي – قد وجهت نحوي سهمك المسدد إلى أمانتي ،
واتهمتني بأنني : ...... تارة ، و...... تارة أخرى ..
كأنني أنفيك عني ، وكأنك تشعر بأنني اقتلعتك من قلبي ؟!
فكيف تشوهني في أعماقك ، وتذبح أغلى عهد بيننا ؟!
كلانا يصارع الأشواق .. كلما باعدت الأيام بيننا ،
ولكن الحب الصادق يبقى أقوى من التجريح ،
ومن علامات الإستفهام الحائرة ، ومن النسيان حتى ولو أردناه !!
إذا كنت تقف وحدك في العراء .. كلما رمتك الغربة بعيداً ،
فإنني أتفوق على هذا العراء ، وأنا أشعر به مثلك ..
ويكون تفوقي بواسطة هذا الصدق الذي يملأ قلبي ،
مردداُ اسمك وأصداء كلماتك !
نحن في الزمن أرجوحة حيرى !
كتبتها لك ، لأرسم معنىً مجنحاً ، تريح فيه شجونك !
كل شيء يتغير !
كل شيء .. لا يبقى على وجه واحد !
حتى عواطف الإنسان تتغير .. تغيرها الغربة ،
أو يغيرها الألم والحزن ، أو يغيرها الإجتياح !
ولكن هذا التغير لا يعني : الخيانة للحب !
قد يكون عمق الألم الذي وقف سداًّ منيعاً ضد التواصل !
ورغم ذلك كله ..
كان عهد قلبي منذ لحظة الإلتقاء الأولى بك :
أن خفقته لن تتغير ، وأن نبضه لن يردد سوى اسمك ، وهذا العهد الذي بيننا .
أصدقك – ياحبيبي – إن الليالي قد أتعبتني !!
لم يتعبني وجودك في وجودي ..
بل كان دخولك : إضاءة فرحي وتوقي .
أتعبتني الليالي التي طلّقت نجومها ،
فإذا ارتفعت نظراتي إلى السماء كنت أشتاق إلى كلماتك ،
ووجهك ، ولكن .. ماتلبث النظرات أن ترتد مبللة بالطل !
كلما بعدت بي الغربة ، تأخذني الأمسيات البليدة إلى صقيع الفراغ !
صرت أضّفر هذه الأمسيات : جدائل ضنىً واحتراق !
كان الحب رائعا في حياتي مرة واحدة ،
وأنت هذه المرة الواحدة ، ومازلت أراك في العمر : وردة لا تذبل ،
وأتنسمك مع الهواء عبقاً يضمخ وجودي !
وفي كل تلك المعاني .. يتبلور معنى الصدق ،
ليكون الحب المتجذر بك في فؤادي .
وبهذا الحب أركض بك نحو الأشياء التي لا تتساوى إلا في داخلنا معاً !
قبل الغروب :
أشياء كثيرة أضحت خلف أبواب الزمن !
فهل أخبروا الشمس .. ماذا يحدث بعد مغيبها ؟!!
منقولتحياتي