لمسات ايمانية لإستقبال رمضان المبارك
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء وسيد المرسلين سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين وبعد : فان من هديه صلى الله عليه وسلم الاستعداد لبلوغ شهر رمضان من بداية شهر رجب ، حيث ورد عنه صلى الله عليه وسلم قوله في الحديث : إذا دخل شهر رجب كان يقول صلى الله عليه وسلم : ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ) ومن هذا المنطلق النبوي لاستقبال شهر الخير والبر ، ننطلق في هذه اللمسات لاستقبال شهر رمضان.
إن من الملاحظات الغير سارة في شهر رمضان في كثير من بلاد المسلمين هو التضجر خلال نهار رمضان بسبب الصيام وبأسباب أخرى كثيرة من أهمها عدم التعود على الصيام في غير رمضان ، فينتج بسبب ذلك انزعاج الناس وعدم تحملهم وغضبهم لأتفه وأقل الأسباب. وفى المقابل نعرف ونسمع إن رمضان كان في سلفنا شهر جهاد وحروب وانتصارات ، ومن أهم أسباب هذه الانتصارات: التحمل والصبر والتعود على صيام النافلة .
لذلك نتحدث في هذه المقالة عن هذا الخلق المهم العظيم ألا وهو الصبر ، وهو من أهم الأخلاق التي أوصى بها ربنا سبحانه وتعالى بل وأكرم المتصفين بها:
* فإن الله أكرم المتصفين بالصبر بمعيته سبحانه وتعالى عندما قال في كتابه العزيز { واستعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين } .
* وأثنى على أنبياءه عندما قال : { وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين }
* وجعل الإمامة في الدين ووراثة الأرض وخلافتها للصابرين عندما قال : { وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا } الآية
وأما في تعريف الصبر فقد ذكر الإمام الفيروزابادى تعريفاً مفصلاً فقال : وربما خولف بين أسمائه بحسب اختلاف مواقعه :
- فان كان حبس النفس لمصيبة سمى صبراً .
- وإن كان في محاربة سمى شجاعة .
- وإن كان في إمساك الكلام سمى كتماناً .
- وإن كان عن فضول العيش سمى زهداً .
- وإن كان عن شهوة الفرج سمى عفة .
- وإن كان عن شهوة طعام سمى شرف نفس .
- وإن كان عن إجابة داعي الغضب سمى حلماً .
أما الفوائد العملية للصبر فتكون على النحو التالي :
1- ضبط النفس عن السأم والملل لدى القيام بأعمال تتطلب الدأب والمثابرة خلال مدة مناسبة قد يراها المستعجل مدة طويلة. ومثال هذا المداومة على الطاعات من صلاة جماعة وصيام فرض ونافلة فان عمر الإنسان مهما طال لن يكون شيئاً في مقابل الأجر والمثوبة وأمام الخلود في الجنان.
2- ضبط النفس عن العجلة والرعونة لدى تحقيق الأعمال ولا ننسى مدح الحبيب صلى الله عليه وسلم للأحنف بن قيس عندما قال له : إن فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله ، الحلم والأناة.
3- ضبط النفس عن الغضب والطيش لدى مثيرات الغضب في النفس ومحرضات الإرادة للاندفاع بطيش لا حكمة فيه ولا اتزان في القول أو في العمل
4- ضبط النفس عن الخوف لدى مثيرات الخوف في النفس
5- ضبط النفس عن الطمع لدى مثيرات الطمع فيها.
6- ضبط النفس عن الاندفاع وراء أهوائها وشهواتها وغرائزها
7- ضبط النفس لتحمل المتاعب والمشقات والآلام الجسدية والنفسية كلما كان في هذا التحمل خير عاجل أو آجل.
أسأل الله العظيم بمنه وكرمه أن يجعلنا من الصابرين المحتسبين حتى نفوز بمعيته سبحانه وتعالى انه جواد كريم.
تحياتي/فلسطينية للأبـــد