الأوتار الحزينة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأوتار الحزينة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ينتظرها ....وتنتظر

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فلسطينية للأبد
مشرفة
مشرفة
فلسطينية للأبد


انثى عدد الرسائل : 3110
العمر : 32
البلد : ينتظرها ....وتنتظر Female56
مزاجي : ينتظرها ....وتنتظر Pica35og0
تاريخ التسجيل : 23/07/2008

ينتظرها ....وتنتظر Empty
مُساهمةموضوع: ينتظرها ....وتنتظر   ينتظرها ....وتنتظر Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 01, 2008 8:29 pm



ينتظرها ....وتنتظر

وتمطر السماء ...
وكأنها تشعر ما بي من ألم ، تكلمني بلغة الأمطار التي ما اكتشفها سوى القليلون ... لأنها تعرف شعوري بأني مدفون في قبر عميق وأنا حي وكلما حاولت الخروج منه أو الوصول إلى قمته وجدت نفسي في أول الطريق .
كثيرون من حولي .. أعداد هائلة من الجثث التي تعتبر نفسها بشر ويشعرون بأنهم وصلوا قمة السعادة ،تراهم حولي في كل مكان وأعلم بأن لا صديق لي سوى... المطر.
أستيقظ صباحاً ،أغسل وجهي لعلي بعد نشاف الماء لا أرى هذه الجثث ،
أذهب إلى المكان حيث أدرس فأجد الأمثال نفسها .. أجد فيهم ميزة الخروج عن الواقع وتناسيه والدخول من أبواب رائعة الجمال مزخرفة بزخارف مذهلة وصور وهمية رائعة ويدخلوها رغم جهلهم ما ورائها أو يتجاهلون أن خلفها طرق مكتوب عليها بالخط العريض .. السعادة المؤقتة ... .
استغرابي أنهم يعشقون السعادة المؤقتة ويرغبون بالإبتسامة الكاذبة رافضين التفكير بالسعادة الحقيقية أو بالضحكة الصادقة .
فأراها تبحث عمن يضحكها الآن فتسير على دربه .. ويسير معها باحثاً عن أي كلمة لا معنى لها ليضحكها ناسياً أنه عند تحدثه بجدية معها ولو قليلاً ستتركه يتخبط بأوهامه لتسير مع غيره يضحكها وهكذا ....
يرفع سماعة الهاتف يدق رقمها ويواعدها الساعة الواحدة بعد منتصف الليل على سلم بنايتها .
تخبر أهلها الجالسين كالأشباح الذين لا دور لهم سوى التذمر والجلوس .. بأن النعاس أصابها وتغلق الباب الخارجي بهدوء فيظنون أنه باب غرفتها .
وتنتظر وها هي الواحدة ... وبعد نصف ساعة من الوقت ولشدة غبائها وسذاجتها يصيبها قلق عليه.
مع رقاص الساعة وبكل لحظة كانت تمد نظرها بين الفراغات الموجودة في الحائط وتفرك يدها اليمنى باليسرى وتدعي ألا يحصل شيء سيء له ....
وهو... ناسياً موعدها ومواعداً لأخرى في نفس الساعة ولكن على غير سلم .
ولشدة تعلقها به تتجرأ على النزول للمدخل وتمشط الشارع لعلها تشفي غليلها برؤية خياله قادماً نحوها .
لكنها لا ترى سوى الشاب نفسه الواقف منذ ساعات لافاً حول رقبته شال أزرق بلون سماء صافية وكأنه يعنونه شال الرومانسية الضائعة... فترمقه بنظرة شفقة غير مهتمة حتى بالسؤال لما يقف في هذا البرد القارص واقفاً كتمثال وضعوه كي لا ينسوه وهو في ذات نفسه يعتبر التمثال أفضل منه حظاً لأن الناس تقف عنده ولو لثواني .. بينما هو يرمقوه ويرحلون غير مبالين .
يأتي عصفور يضرب بجناحيه ويغرد بصوته محاولاً جمعهما ليعلن عن بزوغ أوائل خيوط الشمس.
وتراها مستلقية على الفراش الذي مل انتظارها ويأسها ، متمنية أن يتصل ولا تعلم هي أنه بدأ بالحلم الثالث لهذه الليلة الشتوية أو بالنسبة له حلم لكن بالحقيقة هو كابوس لأن الحلم قصة حقيقية لأناس يعيشون في الحقيقة ولأن الحلم هو لبشر يعيشون يقظتهم في واقع يكاد يكون مرير عليهم ليرمون بأجسادهم المنهكة التي أناختها أحمال الهم واليأس ليحلمون بما يرمم أجزائهم المأكولة من قبل وحش فتاك أطلق على نفسه اسم الزمان.
وتنظر من نافذة غرفتها التي تصل أضوائها بأضواء الشارع فلا ترى سوى عمال وفلاحين وبعض الصناع الذين لم يستطيعوا اللحاق بالزمن لكي يحلموا .... وجسد يكسوه البرد محاولاً تغطية رقبته بشاله الأزرق ،متكئ على عامود الكهرباء دون حراك .
وتمطر السماء ... وتنام الفتاة من شدة انتظارها متمنية رؤية الجثة التي تعشقها في نومها وتغرق في سواد مظلم تسميه بلغتها حلم لجهلها معنى الحلم .
وتمطر السماء ... ويزيح الشاب الشال ويخلع معطفه ويبدأ السير تحت السماء الممطرة لمعرفته روعة السير تحت المطر وكأنه في تلك اللحظة استفاق من حلم جميل .... وتراه يتراقص فرحاً وينشد أغاني الحب والرومانسية كطفل .. أهدوه لعبة جديدة .
أبطئ سيره ليتمتع بكل قطرة وعلى وجهه رسمت معالم الاستغراب عندما رأى الناس يركضون ولبساطته لا يعلم أن الناس يخافون الحقيقة التي يحملها المطر ولأنه وحده يعتبر المطر صديقه المثالي الذي يحكي له أسراره ويخبره مرارة زمانه ويتلو له قصة الفتاة التي عشقها وهي الآن تحلم بغيره وليس بيده حيلة سوى الاتكاء على العامود المقابل لغرفتها في كل ليلة متناسيا عشر ساعات قضاها في عمله مع أناس لا هم لهم سوى رؤية المال متناسين المشاعر والأحاسيس وحلمهم الدائم السيطرة على الآخرين .
ويأتي الصباح وقد حان وقت الذهاب إلى الدراسة فيقبع في نفس الغرفة محاط بجثث منطفئةً منذ ولادتها همها الوحيد من يضحكني متناسية الواقع وهاربة إلى زمان آخر ظناً منها أن هذه هي السعادة...
وبعد الانتهاء يكون لديه ساعات قليلة لبدء دوام عمله بعد انتهاك قوته وسعادته , يفكر بعدم الذهاب لرؤيتها ومن سخرية القدر تجمعهما علاقة تسميها الصداقة فترغمه هذه الكلمة على الذهاب لرؤيتها أو على الأقل يوهم نفسه بذلك ... لكنه يعلم أن قلبه يأمر قدميه للسير نحو غرفتها وهو يعلم أنه يسير نحو عذابه .ويجلسان متبادلين أطراف أحاديث لا يعلم عنها شيء لأن عقله وقلبه وجسده ويديه وعينيه يكلمانها بأحاديث أُخرى ...
فعقله يتمنى أن ترى كيفية سيطرتها عليه ..
وقلبه الذي سكنته يتمنى أن يأخذ جزء ولو صغير من قلبها ....
وجسده الحالم بلحظة اقتراب جسدها الطاهر ....
ويديه الحلمتان أن تمتدا كشبكتي عنكبوت لتحيطا يداها وخصرها وشعرها الآلهي......
وعيناه اللتان أكلتاها وأغلقتا عليها وحتى عندما يفتحهما لا يرى سوى صورتها البراقة ظاناً أن فمه يتحدث لكن شفتاه الحالمتان بلحظة سلام مع شفتاها تجبرهما قوة على التحدث بكلام غير مفيد أحياناً .
ويجد نفسه مجبراً على سماعها تتكلم عن الآخر واضعاً الملح فوق الجرح الذي في قلبه أحدثته سكين في يدها البريئة وينظر إلى عينيها ليسرح معهما في مكان وزمان آخرين .
ويوهما أنه يصغي إليها وتسأله عن رأيه فيجيبها ... إن الحب رائع .
يأتي وقت الرحيل فيودعها على الطريقة الغربية .. سلام اليدين ليس لأنه يهوى السلام باليد فقط بل ليلمس يدها للحظات فهو الذي كان يصل بهذه اللمسة إلى سماء ما زالت مجهولة عند البشر ويصبح موجوداً في كون نجهل معالمه ويسير مسيطراً عليه التفكير بها وبالوقت الذي قضياه معاً
وبحديثها وشعرها وجسدها وبكل جزء منها ..
ثم يتعثر بحقيقة أنها لا تفكر فيه كما هو يفعل ولكنه كان يرمي هذه الحقيقة غير مباليٍ بها لتسقط خلفه مع دموعه المحملة بالدم النازف من صدعٍ في قلبه .
وكما كل ليلة يخرج في الثانية والنصف صباحاً من الباب حيث يعمل ولم يشعر بالساعات الطويلة التي قضاها هناك لأنها مملوءة بالتفكير بمن أسرت عقله ولشدة تعبه يفكر في الذهاب إلى الفراش الذي ما عاد يعلم شكله ، أو الوقوف كما كل ليلة على العامود نفسه ....فيختار المرور .. مرور الكرام تحت نافذتها فيجذبه النور الخافت المشع من الزجاج فيجد نفسه متكئ على العامود المقابل لهذا الضوء ويبقى طوال الليل منجذباً للضوء متمنياً أن تطل محبوبته التي ما زالت منتظرة ما تعشق .
وإلى الآن ما زالا على نفس الحال ....
فالنهاية عند الاثنين هي المحال .
منقوووووووووووووووووووووووووووووووول
تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nw2015
مراقب عام
nw2015


ذكر عدد الرسائل : 3131
العمر : 37
الموقع : https://elwatar.yoo7.com
المزاج : بحري
مزاجي : ينتظرها ....وتنتظر Pica33ak6
الأوسمة : ينتظرها ....وتنتظر 2_120410
تاريخ التسجيل : 29/07/2008

ينتظرها ....وتنتظر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ينتظرها ....وتنتظر   ينتظرها ....وتنتظر Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 02, 2008 2:25 am

يسلموا علي الموضوع الرائع
ننتظر جديدك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elwatar.yoo7.com
فلسطينية للأبد
مشرفة
مشرفة
فلسطينية للأبد


انثى عدد الرسائل : 3110
العمر : 32
البلد : ينتظرها ....وتنتظر Female56
مزاجي : ينتظرها ....وتنتظر Pica35og0
تاريخ التسجيل : 23/07/2008

ينتظرها ....وتنتظر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ينتظرها ....وتنتظر   ينتظرها ....وتنتظر Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 02, 2008 6:48 pm

يسلمووووووووو لمرورك الطيييييييب
نورت الصفحه

تحيتي لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الاوتار
**منتديات الوتر الحزين**
**منتديات الوتر الحزين**
الاوتار


انثى عدد الرسائل : 96
العمر : 34
مزاجي : ينتظرها ....وتنتظر Pica30io2
تاريخ التسجيل : 17/08/2008

ينتظرها ....وتنتظر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ينتظرها ....وتنتظر   ينتظرها ....وتنتظر Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 03, 2008 5:03 pm

ميرسي يا عسل بجد كلمات رائعة ..

بانتظار جديدك الرااائع دوما ..

تقبلي مروري

تشاو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فلسطينية للأبد
مشرفة
مشرفة
فلسطينية للأبد


انثى عدد الرسائل : 3110
العمر : 32
البلد : ينتظرها ....وتنتظر Female56
مزاجي : ينتظرها ....وتنتظر Pica35og0
تاريخ التسجيل : 23/07/2008

ينتظرها ....وتنتظر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ينتظرها ....وتنتظر   ينتظرها ....وتنتظر Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 03, 2008 6:46 pm

مشكورة لمرورك الجميل

تحياتي لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ريم الفلا
مشرفة
مشرفة



انثى عدد الرسائل : 1065
العمر : 37
العمل/الترفيه : طالبه
البلد : ينتظرها ....وتنتظر Female46
مزاجي : ينتظرها ....وتنتظر Pica15hv2
تاريخ التسجيل : 25/07/2008

ينتظرها ....وتنتظر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ينتظرها ....وتنتظر   ينتظرها ....وتنتظر Icon_minitimeالأحد سبتمبر 07, 2008 11:54 pm

يسلمووووو فلسطينيه للأبد
كلمات جميله
تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ينتظرها ....وتنتظر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأوتار الحزينة :: :: المنتديات الأدبية :: :: قسم خواطر القلم-
انتقل الى: