أبداً ... مستحيل
في منهاج صاغه علماء وفلاسفة ومفكرين أطلقوا على أنفسهم اسم عشاق كلمات كثيرة وغنية تروي كل مشتاق .
تبدأ بالسلام والكلام عن الرومانسية وتنتهي بتعليم معنى وروعة الأشواق .
عندما بدأت بدراسة هذا المنهاج وجدت فيه معاني لكلمات كثيرة ومرادفات تصيغ جمل بحد ذاتها
وجدت فيه الفن في الأدب وجدت من الكلمات والأحرف ما أذهلني وليس كما في اللغات التي نعرفها معدودة .
رأيت فيه الفرح والحزن ، المحبة والكره ,الصدق والأمانة ,والخيانة والكذب ,والرقة والكثير من الهمس الشفاف ,لكن الغريب لم أجد فيه كلمتين في زماننا سائدتين نراهما في كل جواب بين اثنين، استطاعتا التغلب على أقوى الأحاسيس الطاهرة والسيطرة على الأرواح وأمسيتا تقالان بدون قصد وحتى بدون انتباه ،الغريب أني لم أجد فيه كلمتا ...
أبداً أو مستحيل .
لربما رغم فقه هؤلاء وخبرتهم الطويلة وبعد تجاربهم الحلوة والمرة نسوا هاتين الكلمتين ...!!؟
أو لربما كانوا حين وضعوا الكتاب يعيشون في زمان ومكان موازيين لما نعيشه الآن ولا تستعمل هاتين الكلمتين ...؟
وأغلقت المنهاج بعد أن ملأت فؤادي راحة بعد قراءة أسطر كنت أفتقدها الآن ..
استلقيت على فراشي المشتاق لجسدي واستيقظت على صوت فتاة تملئ ضحكتها الأجواء فمددت نظري من نافذتي وإذ بعاشقين يتبادلان الحديث والقبل ويد الشاب تحيط بكتفيها كما لو أن أفعى بانتظار اللحظة المناسبة للافتراس وظنا ًمنها أنه يحاول تدفئتها .. لكنها لا ترى نفسها سوى مسحوقة الأضلاع ... لا حول لها ولا قوة .
فارتسمت على شفتي ابتسامة صغيرة ملؤها السخرية ... ولا أدري إن كانت لاستيقاظي على رؤية الحب أو شفقة على الحب نفسه أو على نفسي ... ؟؟؟
فقررت إعداد فنجان القهوة الذي ملّ مني كل صباح لأرتشف معه سيجارة الصباح المعتادة وأطالع بعضاً من منهاج العشاق .
تفاجأت عندما فتحت المنهاج بأن العنوان قد تغير فسارعت بالتقليب بين صفحاته فوجدتها بيضاء كثوب عرس جديد .
عدت إلى الكلمتين الوحيدتين الموجودتين في المنهاج واللتان تأخذان المكان المعتاد للعنوان لا بل أصبحتا العنوان له ؟؟؟!!!!!!
ورغم دلة القهوة التي احتسيتها وغسيل وجهي عشرات المرات والتقليب المستمر بين الصفحات ظل العنوان الوحيد لمنهاج العشاق ... الآن ...
أبداً ..... مستحيل .
منقول
تحياااااااااااااتي