إلى محمود درويش: الخطاب الأول لديــــــك
سنكمل هذا الرحيل
بقيظ صحارى العرب...
وتخمة هذا الجفاف
سنكمل نحن الرحيل...
وكان عليك البقاء هنا... لو فقط قلماً
لتكتب كل الحقيقةْ.
على لغة الشعر ألف خطيب وشاعر
وملء البحار رموزاً...
وأنت ارتحال حقيقتنا الآدميةِ
شعراً ولحناً وعمقاً
على مركبِ العمرِ
بين الولادة والانتفاءْ
على لغة الشعر ألف خطيب وشاعر
تُغنّى قصائدهم والنشيدْ
وأنتَ نبي اللغةْ
وأنت حكيم الحروف...
وأنت كعنقاءَ
طارت لأعلى ... الكواكب مهما اعتلتْ
وحينَ تحط... تحطّ لأجل ختام الحكاية
وحينَ تحطّ... تحط لتعطي المساحة للشمس
حباً بشاطئ حيفا
وحباً برائحة البرتقالْ
***
سنأتي إليك بهذا المساء نخاطبكْ...
سيأتي إليك الدرة ليلاً...
وأشلاء صبرا...
وخطوات ترحالنا... ستجيء إليك مساءً
سيأتي إليك...
صرير الرصاص بغزةَ
سيأتي إليك...
الذين أضاعهم العمر فوق الطريق
سيأتي إليك... إله التشرّد
هذا المساء سيأتي الجميع إليك
ويبكي الجميع لديك
لنصرخْ
"قم اقرأ سورة العائــــد"
***
على مهله يتخمّر حلو النبيذ
ويأتي الزمان بأشهى عروس
على مهله...
على مهلك اخترعت الأساطير
فينا ومنا
وثمّ على مهلك اخترت إشباعنا
من حقيقتنا
علنا نرتوي ونلائم واقع هذي الحياةْ...
على مهلك اخترت منفاك...
بهذا المساء... سنأتي إليك
غريباً يشدّ غريباً
سنأتي إليك
شهيداً شهيداً
سنأتي إليك
مشردةٌ روحُنا عن فلسطين أو
في فلسطين...
سوف نجيء إليك
لتقرأ ما يلخصنا
"خطبة الهندي الأخيرْ"
سنأتي إليك
أصورتنا الواضحةْ
سنأتي إليك
وأنت حقيقتنا الفاضحةْ
سنأتي إليك
لتبكي علينا ونبكي عليك
***
سنأتي جميعاً مساء إليك
وكنعانُ أولنا
وشواطئ غزةَ آخرنا
وأنتَ حقيقتنا
ولديك الخيار
ستقرأ "سورة العائد"
أو ستقرأ "خطبة الهندي الأخير"